لا ميراثَ إلا في البندقية ولا وريثَ إلا حاملها............
أوَ رحلتْ ؟!
يقولونَ رحلْ...
لا نصدِّقهم ولا نسمع منهمْ
فما اعتدنا سماعاً إلا منكَ ولا استماعاً إلا لكْ
وما اعتدنا أن تتأخر َ في الوصولْ
أوَ يستعجلونكَ اليومْ
لماذا يستعجلونْ وفيمَ العجلةْ ؟!
ولماذا هذا الإلحاحُ في الاستعجالِ والاسترحالْ
بعضُ من استعجلكَ في الرحيل ِ قد خذَّلَ لكَ في القدوم ِ، فكيفَ نستأمنُ لهُ وكيفَ نصدِّقهْ ؟!
وبعضُ من أشارَ في اتجاهِ الصعودِ قد سبقَ وأشارَ في اتجاهِ السقوطِ ، فكيفَ نثقُ وكيفَ نصيخْ ؟!
لا لم ترحلْ...
أوَ قد أرادوكَ راحلاً مثلما أرادوكَ قتيلاً وطريداً وأسيراً
فمن بعدُ قد أرادَكَ عليها كما أرادها لكَ يوماً من نعلمهْ ؟
من بعدُ يسعى في طلابها وقد طالَ عليهِ أمدُ سرابِها حتى يستعجلكَ الآنَ
أوَ هم فينا ؟!
من همْ ؟!
ليسوا منّا ولسنا منهم بحالٍ مهما كانت أسماؤهم
كنتِ أردتها أنتَ شهيداً شهيداً شهيداً
فهلْ نفذتَ إلى ما أردتْ ؟!
وكيفَ وصلتَ إليها ولم تعلمْنا بموعدها !
وكيفَ تحسنُ تحديدَ موعدها ؟
لا هواءَ ، لا ماءَ ، لا فضاءَ ، لا حياةَ ، لا موتَ باسمنا
فمنْ يقرِّرُ عنكَ وعنا فيها اليومْ ؟
أيها المبطونُ في بيتهِ شهيداً إنْ رحلَ بها
ويا منْ توجَّعَ بينَ من ادّعى له من َ الدائرةِ الضيقةِ وأُنشبَ عليهِ في المثلثِ العريضِ
لم تذهبْ بعدُ
وما انقضت ساعةُ القدرُ ولا نشبت ساعةُ القضاءِ فقم من فوركَ ولا تني
لم تذهبْ بعدُ وكذبوا...
لا ما ذهبتَ
ولا عوَّدتنا الذهابَ دونَ دليلْ
وما عوَّدتنا السيرَ دونَ إشارةْ
فكيفَ يقولونَ قد ذهبتْ ؟!
وما نَفْرَتهمْ في خطابِ الظنونْ ؟!
لماذا استحكموا حولكَ في خبرِ الذهابِ وما قدَّموا لنا ولو سببًا للغيابْ ؟!
قم لنا ولو مرّةً واحدة ً وقلْ
قل لنا هل رحلتْ؟
ماذا عجَّلكَ عنا كي تمضي ؟!
وإلامَ تركتنا خلفكْ ؟!
يا حصاننا الكبير ، ويا جدارنا الأخيرْ
لا سببَ للذهابِ وقد غرستَ الأملْ
ولا موقفَ لمن قامَ يبيعُ البكاءَ ويسمسرُ في درِّ المقلْ
لا ما ذهبتَ
ولا ألف مرةٍ في الذي به احتجبتْ
فما الساعةُ لخبرِ الرواحْ
ولا الوقتُ لإذنِ انصرافْ
ولا هوَ بالموعدِ في مزاحْ
فلمَ تأخّرتْ !
إن حقَّ ما خلطتِ الأنباءْ
فبعضهم ليس في الأبناءْ
وليسَ في الأزواجِ ولا في البرآءْ
وإن تيقَّنَ دورهُ فلنْ يكونَ سوى من عصبةٍ في الأشقياءْ
ولن ينجيهِ مفرٌ ولن يسعهُ الفرارُ في أرضٍ ولا سماءْ
فيمَ يستورثونْ ؟
وهل يجرؤ الطامعونْ ؟
فإن استورثوا ، فلا ميراثَ بعدكَ سوى البندقيةِ وقد ضاعت فرصةُ الزيتونْ
وأسقطَ أخراها العابثونَ واللاعبونَ وتنكّبَ لها اللاهونَ المستعدونَ لبيعِ ما لا يباعْ
فليحلمَ الحالمونْ
وفيمَ يخوضونَ ؟
لا فرصاً بعدكَ ولا مهلْ فقد سقطت إذا وقعَ الأجلْ
ولا شرعيةَ إلا لفلسطينْ
ولا طاعةَ إلا للعملْ
ولا غناءَ إلا لبندقيةِ الشهيدِ في الدربِ العنيدْ
بينَ المعلمِ الكبير والمعلمِ الأخير ِ ما بقيَ من عتابْ
وليحترقْ كلُّ أبناءِ السَّرابْ
ما بقيَ عندنا ما ينصتُ إليهِ في التنظيرِ ولا في التصبيرِ
وبقيَت لنا الباقيةُ في زنادِ البندقية ْ
قم وقلها
وإن منعتَ عنها فقد قلناها من قبلُ ومن بعدُ
لا ميراثَ إلا في البندقية ولا وريثَ إلا حاملها
وتبقى فلسطينْ....