بعد غيبة طويلة يعود الأتراك من جديد ، كانوا قد ورثوا الأمويين والعباسيين وحتى الموالي والمماليك ، الذين كانوا رمزهم ومثلهم الأعلى ..
الأتراك أنكمشوا بعد الاستعمار الجديد وبعد إنهيار الأمبراطوريات القديمة التي كانت أمبراطوريتهم العتيدة رمزهوا الكبير ..
كان الأتراك قد حكموا واستوطنوا البلاد العربية والإسلامية كمسلمين يحمون ديار الإسلام ويرسخون قيمه التي ظلت شعارهم الأهم وحجتهم الأقوى ضد الثورات والتمرد وكل محاولات العرب والمسلمين للتخلص من حكمهم غير الرشيد في ذلك الوقت ..
كان الأتراك في ذلك الزمن ورغم قوتهم وجبروتهم يعتمدون على حركة " الدبلجة " فكان سلاطينهم وأمراؤهم وكتاب دواوينهم وجباة ضرائبهم لا يفعلون شيئاً حضارياً إلا " دبلجة "إنتاج الحضارة العربية إلى لغات الشعوب التي يحتلونها وإلى الناطقين بلغتهم هم ..
الأتراك الذين " دبلجوا " فقهائنا ومفسرينا وأقتاتوا على موائدنا الحضارية لقرون ووسعوا أمبراطوريتهم بابجديتنا ثم فروا وتركونا وحيدين نواجه استعماراً شرساً أباد الملايين والذين ابتعلوا خيراتنا لقرون وتوارثونا أبنا عن أب عن جد ولم يمنحوا لنا شيئاً عدا بعض الملوك والإقطاعيين ..
الأتراك وبعد أن هربوا وتركونا وتركوا أبجديتنا وفقهاءنا و " دبلجوا " أبجدية أخرى وفقهاء آخرين وانجزوا إنفصالهم الحضاري التام عنا يعودون لنا اليوم وعن طريق" " الدبلجة " أيضاً ونستنجد بهم مرة أخرى ليخرجوننا من مستنقع أوقعونا فيه ، وكل ذلك عبر "الدبلجة " فنحن من " ندبلج "قيم هجينة ينتجونها وأبجدية هجينة استوردوها ، وبرجوازية أنيقة وبناتها لافتات الجمال ولا تتوقف عن حياكة المؤامرات من أجل رأس المال !!!"
العرب وهم يقفلون " باب الحارة " ويشرعون عقولهم على جنة المسلسلات التركية المدبلجة ، يدخلون حقبة ثقافية جديدة ، أهم ملامحها تناول العائلات الغنية والأنيقة الإنخاب ويتخلون عن بعض ممنوعاتهم التلفزيونية مثل الملابس الفاضحة في المسلسلات وتناول الخمر كتعبير عن اللمة والتآلف العائلي ..
الأتراك " دبلجونا " شيوخاً وفقهاء وندبلجهم اليوم أنخاباً ومؤمرات تجار ونساء ، فتحوا بدبلجتهم لنا مدنا وأريافاً وقارات كاملة ويبدو أننا سنخسر بدبلجتنا لهم مدناً وأريافا ..